Aller au contenu principal
عثمان صلاح كتاب جديد يكشف هوية ثلاثة شهداء أردنيين في فلسطين بعد 54 عامًا

الفنان التشكيلي صاحب التجربة المميزة مع الرسم عزالدين البراري يعد الآن لمعرضه الفني الشخصي الذي سينتظم هذه الفترة من شهر ديسمبر برواق الفنون دار بودربالة بالمدينة العتيقة بتونس والذي سيكون بمثابة الاهداء للفنان الراحل علي بلاغة صديقه وذلك على سبيل التكريم ويضم هذا المعرض الخاص عددا من اللوحات الفنية للبراري منها لوحات جديدة اشتغل فيها على أمكنة ومشاهد من تونس في مجال من الذاكرة وفق جماليات مشهدية تبرز العراقة والحنين وطابع السوسيو-ثقافي المميز لتلك الحقب والفترات التي بدت فيها وخلالها هذه المناظر والمشاهد.

 

هذا الى جانب لوحات فيها تذكر واستلهام تجاه تجربة الفنان الكبير الراحل علي بلاغة الذي طبع الساحة الفنية التشكيلية بخصوصيات تجربته الجمالية وهو أحد أبرز فناني تونس وأحد أبرز عناصر جماعة مدرسة تونس التي فيها نجد بوشارل والتركيين الهادي والزبير وعبد العزيز القرجي وعمار فرحات وغيرهم...وقد عرف الفنان علي بلاغة بأسلوبه الفني ومواضيعه المتصلة بالذتكرة الثقافية الشعبية حيث نجد الحكاية والخرافة والموروث الشعبي بما فيه من فنطاستيكية وملحمية...والفنان علي بالاغا (924 -2006 ) نشأ بمدينة تونس ضمن بيئة فيها الحرق وسافر إلى فرنسا لينضم الى مدرسة الفنون الجميلة بباريس وبعد انهائه للدراسة هناك انضم الى ورشة "جودون" ليتشبع أكثر بفنون الحفر الحديث ومارس عمل الخزف  عند " كانيفاي " وتعلم فنون التزويق. سافر علي بلاغة لأجل الفن الى عدد من المدن الأوروبة والى أمريكا وعدة بلدان شرقية وكذلك الصين والهند فضلا عن الجزائر والمغرب ومصر والعراق وسوريا وبدأ المعارض ليكون  معرضه الشخصي سنة  1953وأدار بلاغة للصالون التونسي واتّحاد الفنّانين التشكيليين التونسيين الذي ساهم في تأسيسه ونشط مع قناني مدرسة تونس..الفنان التشكيلي عز الدين البراري يكرم علي بلاغة في هذا المعرض وهذا ضرب من الوفاء حيث كانت هناك علاقة فنية وانسانية بين علي بلاغة والبراري الذي تعرف اليه وهو في بداياته وفي مرحلة الهواية ليعجب فيما بعد بلاغة بعمل وأسلوب عزالدين البراري ليقدمه الى الساحة التشكيلية مؤمنا بفنه وتجربته..و البراري يتواصل مع هذا الوفاء تجاه بلاغة ليكرمه في هذا المعرض بالنظر لتجربته المميزة جماليا وفنيا وأثره في تجربة مدرسة تونس والمشهد التشكيلي التونسي والعربي.

 

اللوحات الفنية الجديدة للبراري فيها اشتغال جمالي على مشاهد بما فيها من حيوية وذلك وفق نظرة متجددة من حيث تخيل وتصور الفنان.. لوحة "قبة الهواء " بالمرسى وفترة السبعينيات حيث حفلات الفنان علي الرياحي والما قبل السهرة من تفاصيل لونت فكرة الفنان وهو يستذكر المكان والأحوال.. كذلك لوحة الاحتفال في بطحاء باب سويقة عند مدخل نهج القعادين والبهجة في الوجوه والمعمار بجماله..و لوحة المسلخ البلدي (الباطوار) حيث كانت تباع الخرفان فترة العيد وتعدد الصور داخل اللوحة بما يجعل منها وحدة جمالية متكاملة وممتعة لونيا وبصريا  هذا المكان المعلم القديم الذي صار الآن المأوى للسيارات والعربات والدراجات بأنواعها المحجوزة...لوحة أخرى قي هذا المعرض في حركية يومية وحديثة بين الكاتدرائية وسفارة فرنسا بتونس وتمثال العلامة عبد الرحمان ابن خلدون ومرور عربات مترو تونس والمارون من هناك من الناس كل ذلك وفق ما يستبطنه الفنان البراري من نظرات للأشياء والأمكنة وحالاتها الشتى...لوحات أخرى سابقة للفنان البراري في هذا المعرض عرف بها في معارضه السابقة بصالونات اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ومعارضه الخاصة يجمع بينها أسلوب ونظرة  يعمل ضمنهما البراري من سنوات.

 

و الأعمال السابقة للفنان البراري التي ينجزها في مرسمه بمقر سكناه بحي عريق من ضواحي تونس وقريبا من باب سيدي قاسم الجليزي ورأس الدرب والمركاض وسيدي محرز والقشاشين وجامع الزيتونة المعمور و...المدينة العتيقة لتونس.. يعيش البراري في المكان الذي هو أشبه بالخلوة للفنان..في المرسم رفوف مكتبة وكتب ومخطوطات وصحف ومجلات وفي الوسط تجلس اللوحات بمختلف أحجامها وألوانها ومواضبعها ولكن يجمع بينها عطر الرسام عزالدين البراري الذي هو العنوان الكبير لهذه الشواسع الفنية..يرقب لوحاته بحنان هائل هو كل ما يملكه الفنان المحب لفنه ولاشتغالاته التشكيلية..هذه المرة من ضمن اللوحات كانت هناك لوحات كبيرة الأحجام وهي على غاية من الجمال بحيث تكشف جانبا من تعب الرسام لانجازها ولكنه تعب لذيذ كما يقول فالرسام البراري ينكب على انجاز لوحته بكثيرمن المتعة و" الكيف " فالعمل الفني لديه هو هذه العشرة الجميلة مع اللوحة لأنه يشتغل بصبر وتركيز على الأجزاء والجزئيات وملامح التفاصبل من ذلك الوجوه في حفل ما أو مناسبة ما..هذا ما وجدناه في مرسم الفنان وهو يعمل للاعداد لمعرض من معارضه  الخاصة..وهو فنان مقل في المعارض الخاصة والجماعية وهذا وفق قناعة لديه حتى يحافظ على لونه الفني وأعماله دون السقوط في لعبة استسهال العلاقة بالجمهور والأروقة..

 

 

 

المصدر: الدستور

02 déc, 2021 02:01:52 PM
0