تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
هل نجح أو سينجح العالم في القضاء على جائحة كورونا قريبا ؟ بقلم د. الصيدلانية طيب فاروسي

لو عدنا الى الوراء وإلى بداية العام الماضي والذي أطلّ علينا ومعه وباء عالمي سببه فيروس جديد من سلالة كورونا المعروفة قديماً ( منذ ستينات القرن الماضي )، ولو راجعنا شريط الذكريات غير السارّة لتبيّن أن الجائحة تسارعت وتيرة انتشارها وخطورتها بسبب حداثة هذا الفيروس وتصرفاته التي حتى ولا أكبر عالم أو طبيب أو بروفسور في حينها كان يستطيع التنبؤ بكيفية انتقاله وانتشاره بالضبط ورصد تصرفاته بدقة ومعرفة تأثيراته الآنية وقتها والمستقبلية على جسم الانسان ، وبسبب تخبّط العلماء والحكومات وتكذيب الكثيرون لوجود هذا الفيروس من الأساس ومن ثم اقتناع الغالبية انه مؤامرة ليس أكثر، وبسبب عدم الالتزام وسرعة اتخاذ الاجراءات السريعة من بعض الدول في احتواء الموضوع قبل استفحاله، ومن ثم أنانية الكثير من الدول في احتكار الكمامات وادوات التعقيم وأجهزة التنفس الاصطناعي على حساب دول اخرى، اضافة الى الفقر في الكوادر الطبية والصحية وضعف امكانات المشافي في استيعاب الاعداد الهائلة من المصابين بعد الاهمال والتخبط والاحتكار.


 استفحلت الجائحة وسنحت المجال للفيروس أن يتحور آلاف المرات والتي كان بينها متحورات خطيرة آخرها المتحور دلتا. 


كبيرة هي كانت معاناتنا العام الماضي وحتى هذا العام ( ولو بشكل أقلّ ) والسبب المنشورات والفيديوهات والبوستات التي يتداولها الناس عبر السوشال ميديا والتي تحمل بين طيّاتها وسطورها وصورها معلومات خاطئة واشاعات مرعبة عن مؤامرة الكورونا ومن ثم لقاحاتها القانلة والتي تهدف للتقليل من عدد السكان ( وهذا كلام مرفوض علميا ولا اساس له من الصحة طبعا ) وذلك في الوقت الذي بدأت فيه بعض الشركات منذ بداية شهر كانون الثاني عام 2020 وكان أوّلها بيونتيك الالمانية مشاركة مع بفايزر الامريكية وسينوفارم الصينية وغيرهما في انتاج اللقاحات المعروف علمياً أنه من الممكن تصنيعها و اكتشافها في وقت قياسي قليل ومن ثم اعطاء التصريح الطارئ باستخدامها في حال وباء خطير قاتل مثل وباء كورونا.


بداية هذا العام أعطت منظمة الصحة العالمية وال FDA وغيرهما من المؤسسات والمنظمات العالمية الاستخدام الطارئ للقاحات فيروس كورونا كوفيد 19 للعموم وبدأت رحلة الاحتكار والجشع ومضاعفة الاسعار من قبل شركات اللقاحات بالاتفاق مع بعض الحكومات للاستيلاء على أكبر كمية من الجرعات لشعوبها على حساب بلاد وشعوب أخرى، الأمر الذي سمح بتلقيح شعوب بعض الدول كاملة او بنسبة كبيرة وترك الباقي مع نسب تلقيح أقل او بدون تلقيح على الاطلاق ، هذه الأنانية هي التي أعطت فرصة ذهبية لفيروس كورونا الذي لا يحترم السلوك الأناني هذا لتشكيل حاضنة قوية له في أجسام الاشخاص قليلي المناعة او الذين لم يتلقّحوا ليتحور ويتحور ( وهذا امر طبيعي في سلوك الفيروسات عادة ) ويصل الى متحورات خطيرة في انتشارها وشدة أعراضها كمتحور دلتا الهندي.


تحالف كوفاكس وهي مؤسسة تابعة لمنظمة الصحة العالمية كان انشاؤها منتصف عام 2020 بهدف توفير اللقاحات للدول الفقيرة والأقل حظاً اضافة الى توفير المساعدات اللوجستية وتحسين البنية التحتية والثقافة والتعليم لهذه الدول، ولكن للأسف لم يستطع التحالف القيام بعمله كما يجب بسبب أنانية الدول الغنية الكبرى في احتكار اللقاحات والتي غفلت أو تغافلت على أن هذه المساعدات ليست منّة أو هبة ( مع أن هذا واجب عليها ) ولكنه ضرورة شديدة للتلقيح ضد فيروس خطير لأنه اذا لم يتم تلقيح 70 ‎%‎ من سكان العالم قد نعود جميعا الى المربع الاول وسنعاني من استمرار الوباء بسبب استمرار المتحورات التي تصلنا من الدول التي لم تحصل على  جرعات كافية  من اللقاحات لتطعيم شعوبها ناهيك عن ان هناك نسبة لا يستهان بها من رافضي اللقاحات بسبب مايصلهم من خرافات وأكاذيب حولها... 


مصدر معلومات المقالة : الدكتور بروفسور وليد ابو حمّور استاذ في جامعة ميتشيغان / رئيس قسم الاطفال في مشفى جليلة دبي / الامارات العربية المتحدة

24 أغسطس, 2021 10:16:19 صباحا
0