«صانع الحرب» عرض مسرحي يثير تساؤلات حول الهوية واللجوء

قام مسرح دفا للدمى بتقديم عرض افتتاحي لعرض مسرحي «صانع الحرب» في مدينة براغ، بدعمٍ من الصندوق العربي لدعم الثقافة والفنون/ آفاق، بيروت.

والعرض مستلهم من تفاصيل حياة عبد الكريم شاهين، وهو فنان تشكيلي فلسطيني من غزة يحمل وثيقة مصرية وتربطه علاقة صداقة بمخرج العرض حسام عابد.

يثير العرض تساؤلات تتعلق بإشكالية الهوية، اللاجئ الفرد المغيّب والمهمّش، ودور القوى والأحداث الكبرى، الحروب، الوثائق والمنفى في تحديد مسار حياتنا، وعلاقاتنا الأسرية والعاطفية، ومحاولة تحقيق أحلامنا. يلعب العرض على حدود الفن التشكيلي، المنمنمات، ومسرح دمى الأشياء، والمواد؛ نوع من مسرح الدمى الحديث حيث يتم تجسيد وتمثيل أشخاص بالاعتماد على تحريك أي أدوات أو مواد: أدوات المطبخ مثل عيدان الثقاب، وأي مواد على سبيل المثال: الملح.

يعتمد العرض تقنية السينما المصغّرة الحيّة؛ حيث يتم أثناء العرض تصوير منمنمات وإسقاطها على شاشة عرض بشكلٍ مباشر مما يخلق تجربة جمالية مثيرة وممتعة بصرياً.

الفكرة الفنية للعرض تتضمن أن الأداء هو عبارة عن قصة رمزية لخيال شاهين وأفكاره، حيث تمثل صناديق الحرب حاملاً وتمثيلاً لذاكرة وأحلام شاهين. وتظهر الصناديق والمؤدِّي/المخرج نفسه كأفكار وهواجس وعواطف في مخيلة شاهين.

يوظّف العرض ثيمة فيلم حرب النجوم ضمن السردية البصرية؛ ويدمج بذلك بين ما هو خيالي وبين ما هو واقعي، ويفتح مجالاً للتأمل. تمَّ تجسيد المشاهد الواقعية بشكلٍ سريالي على المستوى البصري: استخدام أدوات ومواد لتجسيد الشخصيات وتوظيف الموسيقى لتجسيد أصوات الحرب بشكلٍ تجريدي. بينما يظهر مشهد الكابوس بشكل تجسيد حقيقي للحرب، من خلال: استخدام أصوات حقيقية لقصفٍ مدفعي وإطلاق عيارات نارية، واستخدام ألعاب تظهر جنوداً ودبابات. وكان التوجه لدينا كفريق عمل إبداعي أننا فضّلنا عدم استخدام الصور الحقيقية للحرب، بل استخدام صور أكثر إثارة للاهتمام، ربما مثيرة للذكريات بدلاً من الصور الحرفية الواقعية، اعتمدنا على استخدام الاستعارات الشعرية لخلق تجربة سريالية، أشبه ما تكون قريبة للهذيان.

يذكر أن العرض من إخراج: حسام عابد، وطاقم عمل دولي من التشيك، سلوفاكيا، استراليا/تشيلي، رومانيا، روسيا، بناء النص: ماريك توروشيك، الإخراج الفني: استريد مينديز، تصميم سينوغرافيا: كاتارينا ساكوفا، الأداء: حسام عابد وماتي فيدالاك، الإضاءة: ديمتري بيرزون وماتي فيدالاك، مادة فيلمية ومونتاج: ديمتري بيرزون وريكا دياك.

المصدر: الدستور