تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
هند التونسي أحلام وأطياف ديوان جديد يتأمل الهموم الوطنية

تلتزم الشاعرة القومية هند التونسي في ديوانها الجديد (أحلام وأطياف) بالهموم الوطنية لأمتها، وتستعرض في الوقت نفسه عبر جماليات شعرها الخاصة، اسرار المرأة العربية المكتومة، واحلامها الدفينة المكبوته، وأحاسيسها وانفعالاتها وعواطفها، وقدّمتها أينما وردت وهي في قمة الكبرياء والعنفوان، وبثــّـت كل ما تملكه من خيال مُجنـّـح ومُحلـّـق، لترسم معالم فارس المرأة العربية الغائب والمنتظر، الفارس غير الحقيقي، وغير الواقعي، ولكنه ابن الشعر، بكل ما فيه من صور أخـّـاذة، تتكئ على المجازات والكنايات والإستعارات والتشبيهات وغيرها من عناصر البلاغة العربية، فبرزت بقوّة: الدلالات والمعاني الظاهرة والخفيّة للحصان، والمتمثلة في الفحولة والشجاعة والفروسية والإقدام والصهيل، دون أن تنسى جلد للحصان الذي يوصل فرسه للبئر ويعيدها عطشى، وأبدعت الشاعرة العروبية كثيرا حين قدّمت عشق الوطن على حب فرسانه المنتظرين.

 

ولكثرة المواقف المتناقضة والمتضادة في شعر هند، تبدو المفارقة واضحة في شعرها، متمثلة في التجاور الخارج عن المألوف لبعض معانيها المتناقضة، الأمر الذي يدفع القارئ للنظر في سطورها الشعرية المتضاربة ظاهريًا واستخلاص الاستنتاجات إما للتوفيق فيما بينها أو لتفسير وجودها، وتتجلى المفارقة في هذا الديوان في المواقف التي تجمع بين الحضور والغياب، بين اللقاء والفراق، بين الماضي والحاضر،بين الحزن والفرح.

 

وركزت الشاعرة على الموسيقى الداخلية لقصائدها، باعتبارها النغم الذي يجمع بين ألفاظها وصورها، وبين وقع الشعر وبين حالتها النفسية، وباعتبارها المزاوجة التامة بين المعنى والشكل، وبينها وبين متلقي شعرها..وأولت اهتماما خاصا بالايقاع الذي تأتى من وقفات متكررة، ومن جميع ما في قصائدها من كلمات وحركات، وارتبط الايقاع لديها ايضا بالنبر الذي يقوم على مقدار الضغط الذي يوقعه جهاز النطق على مقطع شعري في نمط من أنماط الترتيب، و(بالميلودية) التي تقوم على التناسب بين النغمات، فارتقت قصائدها من مرحلة التعبير الصادق الجميل عن وقع الوجود على وجدانها، إلى مرحلة التأثير في القارئ، فجعلته يتفاعل معها، ويشاركها في حماسها الرامي لنصرة القضايا القومية العربية من جهة، وفي إحداث التكامل بين الرجل والمرأة من جهة أخرى.

 

يذكر أن الشاعرة هند التونسي من رواد الإعلام الإذاعي والتلفزيوني في الأردن، إذ عملت قارئة للأخبار ومحررة لها، ومعدة لبرامج المقابلات والندوات الثقافية والسياسية في الإذاعة والتلفزيون الأردني ومقدمة لها، وكانت قد أعدت برامج ثقافية من راديو جدة في السعودية في أواسط الستينيات من القرن الماضي وقدمتها، وسبق لها أن أعدت برامج عن المرأة من راديو عمان في أوائل الستينات وقدمتها، تكتب الشعر والقصة القصيرة والمقالة الصحفية، وهي باحثة في الشؤون السياسية والقومية العربية، وناشطة مستقلة في القضايا الوطنية والقومية على الساحة الأردنية والعربية، وهي أيضا فنانة تشكيلية، من دواوينها: هكذا غنت صمتها، صهيل الروح، عندما تغني شهرزاد، ومن مؤلفاتها: قراءات في القومية العربية، استخدام اليورانيوم المنضب والأسلحة المحرمة دوليا في العراق ولبنان وفلسطين، مقالات في السياسة، وتعمل ضمن اهتماماتها البحثية على إعداد موسوعة الغزل العذري منذ القرن العاشر الهجري.

 

 

 

المصدر: الدستور

19 سبتمبر, 2021 10:52:29 صباحا
0