تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
ندوة تعاين فكر ساطع الحصري والمدرسة الألمانية

عاين الباحثان الدكتور محمد الشياب والدكتور أمجد الزعبي، فكر ساطع الحصري والفكر القومي في المدرسة الالمانية في ندوة عقدت مساء أمس الثلاثاء، بالمنتدى العربي في عمان.


وتناول الزعبي خلال الندوة، التشابه بين التاريخ العربي المعاصر مع التاريخ الألماني في كثير من الجوانب، منها تعدد الدول الألمانية في القرن التاسع عشر، والعداء الكبير من الدول المحيطة لأي مشروع وحدوي ألماني، مشيرا الى التشابه الكبير في مجال الفكر القومي وتحديد الهوية.


وبين أن البيئة الجغرافية المتنافرة والمتباعدة فرضت إيقاعها الاقتصادي والسياسي على الخريطة السياسية الألمانية، حيث كانت الجغرافيا الطبيعية من أبرز العوامل المؤثرة في التاريخ الألماني، فالألمان هم من سكان السهل الأوروبي الشمالي، وهم شعب ليس له حدود طبيعية فاصلة.


واكد الزعبي أن اللغة تأتي في المقام الأول في تشكيل الأمة، وقد نشأت اللغة الألمانية في القرن الثامن، وهي لغة تتألف من اللهجات الألمانية القديمة، وارتبطت بدرجة كبيرة بكتابات دينية يفهمها الناس، وأصبحت رابطة تحدد طبيعة العلاقات الاجتماعية.


وعرض أيضا تاريخ الدول الألمانية منذ ظهور الإمارات أو الدويلات نتيجة ضعف الإمبراطورية الجرمانية المقدسة، والتي وصلت إلى أكثر من 300 دويلة، مرورا بالصراع ما بين القوى الأوروبية خاصة بين بروسيا والنمسا الذي لعب دورا في رسم الخريطة الألمانية اعتبارا من النصف الثاني من القرن الثامن عشر.


من جهته، عرض الدكتور الشياب ملامح المشروع القومي لدى المفكر "ساطع الحصري" (1879 – 1968)، الذي تأثر بالمدرستين الألمانية والفرنسية حول القومية، معتبرا اللغة العامل الأول في تكوين الجماعة العربية، ويتضح ذلك من خلال مؤلفاته التي يشير فيها إلى هاتين المرجعيتين.


واوضح أن المفكر الحصري رأى أن الوحدة الألمانية كانت تطبيقا لآراء الفلاسفة والمفكرين الألمان حول اللغة، حيث يرتبط تاريخ القوميات من حيث الأساس بتاريخ اللغات، وأن أي شعب من الشعوب لا يفقد حياته وكيانه إلا عندما يفقد لغته.


واضاف ان الحصري، استخلص أن الخبرة التاريخية المشتركة للعرب خلقت نوعا من التماسك الأخلاقي بينهم، مع انه لاحظ أن تلك الخبرة لم تكن متشابهة ولا مستمرة، ولذلك فإنها بحاجة لاقتراب مبني على انتقائية لتتكيف مع الواقع.


وبين الشياب أن الحصري لم يعتد بوحدة العرق لأنه ما من أمة من الأمم تنتمي إلى أصل واحد، وكذلك نظرا إلى العامل الجغرافي الذي يفترض أنه لا يعيق مشروع الوحدة العربية.


بدوره، أشار الدكتور موفق محادين، في تقديمه المحاضرة إلى أن الحصري ذي الأصول الكردية كان من أوائل المنظرين للفكر القومي، وأن مشروعه الفكري اتكأ على وحدة اللغة والتاريخ عند العرب مستذكرا في هذا السياق المفكر القومي أديب إسحاق ذي الأصول الأرمنية، حيث نادى كلاهما بوحدة العالم العربي ونهضته.

 

 

 

المصدر: وكالة الأنباء الأردنية 

09 ديسمبر, 2021 12:12:40 مساء
0