Skip to main content
الشاعر د . إبراهيم الكوفحي : آه.. لو نمضي صديقين


رحلةُ العمْرِ ثوانٍ خاطفاتٌ كالبروقِ
لمَ نبق في احترابٍ من حريقٍ لحريقِ
نزرعُ الأرضَ شظايا تشتهي حزَّ الحلوقِ
إنْ تكلّمْنا، تراشقْنا بنار (المَنْجنيقِ)
أنتَ ترميني.. وأرميكَ، بلا قلبٍ شفيقِ
وكأنّا من حديدٍ نحنُ، أو من صخرِ نِيقِ
نحنُ من لحْمٍ خُلقنا ودماءٍ.. وعُروقِ
لا أنا أو أنتَ،إنْ طال عَمانا، بالمُطيقِ
آهِ.. لو نردمُ منّا كلَّ أنواعِ الشّقوقِ
آهِ.. لو نمضيْ صديقينِ..على عهْدٍ وثيقِ
نهزمُ الليلَ..وما نلقى من الشّوكِ المعيقِ
ومن الوحْش الذي يرنو بأنيابِ الشّدوقِ
نتملّى.. ما نرى في الكونِ.. من كلِّ أنيقِ
مثلما الطيرِ نغنّي في غروبٍ.. وشروقِ
مثلما النحْلِ على أفواهنا عذبُ الرّحيقِ
آهِ..، ما أحوجنا للنّور.. للحسّ الرقيقِ
لقلوبٍ صافياتٍ مثل حبّاتِ الوسيقِ
لعيونٍ مُفْعماتٍ بسنا الحُبِّ الحقيقي
قدّر الله لقانا فالتقينا في الطريقِ
نحنُ في الهمِّ سواءٌ ليس تلقى من فروقِ
فلتكنْ خيرَ رفيقٍ فأنا خيرُ رفيقِ
قلْ كما شئتَ، سأصغي ليس عندي أيّ ضيقِ
قلْ كما شئتَ، سأصغي لَكَ في صمتٍ عميقِ
أنتَ حرٌّ..، وأنا مثلك حرٌّ، يا صديقي

 

المصدر : الدستور 

19 Aug, 2020 02:24:43 PM
0

لمشاركة الخبر