حكاية عشق
حكاية عشـــق
يا حسرة القلب .. لو أرسيت مرساتي *** شطآن بحركِ .. لم ترحم معاناتي
أواهُ منكِ .. وكم غدرٍ تلبًسني *** يرمي بقلبي .. ومن كل المسافات
كيف التداويَ ومن غدر بلا سبب *** سيري بغدركِ .. وأنسيْ كلَّ أوقاتي
أدركتُ في وجع كم كنتِ كاذبةً *** لما التقينا .. ومزّقتي كتاباتي
كانتْ عيونكِ يا عمري .. مخادعة *** في عمق بحريهما .. زادتْ عذاباتي
كلُّ المراكبِ في بحريهما غرقتْ *** وساقني الموجُ .. ما جدوى شراعاتي؟
قالوا استراح .. فقلتُ البحر ضيّعني *** وحطّم الموجُ مجدافي .. وخبراتي
قد ضاق صدري .. وقد أمسيتُ مكتئباً *** فالله يعلم .. ما بي من مرارات!
قد صابني الهمُّ .. لا طيف يؤنّسني *** مذ فارقتني بطعم المر ليلاتي
أغفو وأصحو بحزن كم يدوخني *** لا الصبح يبسم أو طابت مساءاتي
أودت بقلبي .. فصار العشق مهزلة *** توهي بعيداً .. لكي انسَ عذاباتي
هذي الحكاية في القلبين أسطرها *** أضحت سرابا تعالت فيه آهاتي
هذي الحياة .. وقد دارتْ دوائرها *** أين النهاية من خطِّ البدايات؟
هذا انتهائي .. وقد زادتْ معاندة *** من خانهُ البدء .. هل يرجو النهايات؟
أجدد العشق في قلبي .. وتنكرهُ *** قد ضيّع الحظ أبطال الروايات
ما كنتُ أحسب أن الشمس غائبةٌ *** ابكي عليكِ .. وخانتْني حساباتي
ما فادني الصبر .. هل أنسى؟ وقصتنا *** في عالم العشقِ تروى في الحكايات
قد خادع الليل .. أوتاري وحنجرتي *** إن تاه صوتي فما نفع المناجاة
كيف الهروب ..وقد ضاق الضمير بها *** فالشعر يعجز عن وصف الحماقات
قد ضاق دربي .. وطال الليل يا وجعي *** أنّي جننتُ .. وغرّتني غواياتي
أيام عمري ستمضي ..غير راجعةٍ *** من ضيع العقل يمضي في التفاهات
لن يوصف الشعر .. كم كانتْ تُحدثني *** لا يزعج الليل إلا صوت رنات
ما طير العقل ألا بوح هاتفها *** راحتْ تحاورُ أنفاسي وشهقاتي
خفتُ الإجابة .. صمتي كان يسبقني *** في بحره المر تهاوت كل راياتي
قالتْ بِدّلٍ ..وعمق الجرح عقّدني *** يا ساكن الروح ..لم تسمعْ مناجاتي
أنكرتُ حبكَ .. لمّا كنتُ جاهلةً *** لمّا ارتضيتُ .. بأصناف الملذات
حمّلتِني الهمَّ .. قد ضاق الفؤاد به *** وما أقول .. وهمّي فوق طاقاتي
أبكي عليكِ .. ورغم الداء في رئتي *** أنت الشفاء .. فلا تنهي طموحاتي
في باب قصركِ .. والأسوار عالية *** أرنو إليك بكل الشوق مولاتي
ناديتُ .. ناديتُ .. بالأصوات أجمعها *** من يرجع الصوت من رحب الفضاءات
حلّقتي كالطير في دنياكِ واهمة *** تزهين بعدا .. وفي عالي السماوات
طارتْ بعيداً .. وناجى القلب صورتها *** والنفس تهوي .. بآبارٍ عميقات
كأن رؤيتها بالعين تسحرني *** لا يخرج السحر من ضيق المسامات
لا الصبر فادَ .. ولا الرقيا تُخلّصني *** لم يعجز الطب إلا في مداواتي
هل تهدأ الروح بعد الموت يا قدري *** أو أستريح أنا .. أن قلتِ لن آتِ
أهديتكِ الشعر .. لو ما خطّهُ قلمي *** لا تنثريهِ بأوهامٍ سفيهات
لمّا كتبتكِ شعراً من مخيلتي *** سافرتِ كالحلمِ في أعماقها ذاتي
لا تتركيني .. فأوهامي تزلزلني *** أمعنت بالجدِّ في قهري وإسكاتي
لو قلتِ جهراً .. بأني لستُ اعشقهُ *** فالعين تفضحُ أسرار الشقاوات
فألغي غرامكِ .. وأنسي ما علقتُ به *** لولا عنادكِ .. قد صدّقتي آياتي
أني احتجزتكِ في محرابي من زمنٍ *** أهذي باسمك في حمى اشتعالات
في عتمة الليل تهاوت وحدها مدني *** وأودت الريح بأسراب الحمامات
سافرتِ سّراً .. وما أبقيت لي املآ *** ما زال سهمكِ يلهو في جراحاتي
أني احبكِ .. لا زوراً .. ولا كذباً *** عشرون عاماً .. وأمستْ كالخرافات
متى سأجمعُ أوراقي وأحرقها *** وأوقف النزف وأشفى من جراحاتي
واستلتْ السيف .. أوتاري تُقطّعها *** قهراً أصيحُ .. وضاعتْ كلّ صرخاتي
قامتْ إليَّ .. وقد أرخت جدائلها *** تشدو بلحنٍ .. فضاعت كلّ أبياتي
إن نوّرَ الفجر .. أنتِ الشمس مشرقة *** بدرٌ بليلي .. تُضيئيها مساءاتي
ما استسلم القلب .. إلا عندما نطقتْ *** واستبشرتْ بليالي العشق ساعاتي
يا كوكب الشمس .. أقماري محطمة *** حتى عيونكِ .. فرّتْ من مداراتي
لم اشتهي الموت .. لو ما كنتِ آسرتي *** فخففي القيد .. هذا القيد مأساتي
هذي القصيدة .. لو كانتْ مُخبأة *** في عمق صدركِ .. ما كانتْ حواراتي
المصدر: الدستور